(عندما زأر الأسى)
لا لن ينالَ الضعفُ مني عندما
ألقاك’ يوما" صدفة"
ويلوحُ في عينيكَ سرُ الإفتتانْ
لا لن أٌ فيئَ الى ظلالك حين يشتدً الهجيرُ مزمجرا"
ويثورُ في وجهي الحنينُ مناديا" لي ان افيئَ إليكَ
ألا ظلَ إلا ظلُ وجهكَ لا مكانْ
لا لن أفيئَ فقد أفاءَ فؤادي المسجونُ في عمقِ
الاماكنِ فيكَ حدَ الإئتمانْ
فلقد تركت لك التصرفَ خافقي
إن شئتَ دونَ ترددٍ معي الإيابُ فمرحبا"
ولئن أبيتً فكن رهينا" مستهانْ
أما أنا فلقد رسمتُ خريطتي
وبنيتُ لي وطنا" بحجمِ تخيلي
وجعلته وطنا" لكلِ متيمٍ قد كان مسحورا" بمزمارِ الحنانْ
وأفآقَ لم يجدِ المغني قربه
فأصابه هلعٌ بقيةَ عمره
وبقلبه جرحٌ على مرِ الزمانْ
قد عاش محزونا" كقطةِ مترقٍ
تأتي لسيدها لتطلبَ خبزها
ما كان سيدها بخيلا" إنما بالخمرِ مشغولا" وأسرابِ الحسانْ
حتما" ستحيا أيها المحزونُ
ما كان الخِيارُ خِيارنا
لكنه قدرٌ توقّف شاهرا" سيفَ الحياةِ
وانتَ تقبلُ حكمه
وأنا أمدُ يدي إليك وموطني
وموطني يهُديكَ يا مجروحُ زهر الاقحوانْ
خد أيها المحزونُ بعضَ تماسكي
لا تجعل الجذعَ المقنعَ هاجسا"
فالخوفُ يقتلُ إن تغلغلَ في الحشا
والشوقُ محتاجٌ لبعضِ الإتزانْ
نمْ عن صروفِ الدهرِ علكَ تهتدي
للصبر في الليلِ الطويلِ هنيهةً
فالنومُ يُهدي الصبّ قبّعةَ الامانْ
نم عن صروفِ الدهرِ ليلُكَ حالكٌ
فالصحوُ كابوسُ إذا زأر الأسى
والصبحُ يُوعدُ بالازاهرِ والندى
وأنا أُقيمُ لمثلِ قلبكَ مهرجانْ
أنظر لغصني أيها المحزونُ كيف منسقٌ
وحديقتي وكرُ العبيرِ ومنزلٌ للتائهينَ
إذا لجأتَ لأيكها
من اي وادٍ قد اتيتْ
قل أيها المحزونُ تباً للبكاءِ وللشقاءِ
بملءِ فيكَ مغرداً إذ عن سمائِهما نأيتْ
قل للذي قد باع يوماً خله
لا تقتفِ أثري فإني قد مضيتْ
قد كان ذنبكَ عندما آنستَ يوماً نارَه
وطلبتَ تدفئةً بحسنِ جوارِه ثم اصطليتْ
قد كان ذنبكَ أنه قد كان أفضلَ ما لديكَ
وأنه ما سنَ حكماً في الهوى إلا بما سنَ ارتضيتْ
لبيتَ إذ ناداك في اعماقِه فلُ الهوى
فوهبتَ كلُ الياسمينِ لقلبه
وله انتميتْ
وأفقتَ يا محزونُ يوماً حينما نعقَ النوى
وسألتَ ما خطبُ المودةِ ؟
لم تصدق مارأيتْ
أنصتَ إذ جاءَ النوى وعوى بأعلى صوته
قال انتهى كلُ الذي أنتجته قبل الاوانِ ومازرعتَ
على أديمٍ شتلةٌ إلا بها عطبٌ
فقلتَ تأسفاً : إني إذاً قد انتهيتْ
وأنا هنا يا أيها المحزونُ احترفُ الندى
وأمدّ كفّي مرةً أخرى إليكَ
وموطني يدعوكَ فيه للإقامةِ كلُ بيتْ
وطنٌ بحجمِ تخيلي وقناعتي
هو جنةٌ في الارضِ نلها راضياً
واسكن بها ما شئتْ
خذ ما قد أردتْ وما اشتهيتْ